خصصت هذا الفصل لتوضيح أشهر القرانات ، وفي الواقع فإن القرانات تختلف في مواقيتها من سنة لأخرى بالتقويم الشمسي فتطرقت إلى حسابها بطريقة علمية محسوبة لم يسبق أن تطرق إليها من سبقوني في هذا الفن .
وحساب الشهور القرانية لا يوجد مثله في البلدان الأخرى ، ومن قديم الزمان انتشرت معرفة هذا الحساب لأهمية نجم الثريا عند الزراع على الرغم من أن التقويم القمري لا يتوافق ولا يدوم خاصة وأن أوقات الفصول ثابتة ومرتبطة بالبروج .
فأوقات الزراعة والحصاد ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالشهور الشمسية وفصول السنة ، لأن لكل نوع من المحاصيل فصل إنبات وإثمار .
و لابد من التأكيد على أهمية أشهر القرانات في المواسم الزراعية رغم أنها تزيد وتنقص في أيام السنين وتعود نظراً لدقة حسابها واختلاف مواعيدها وهنا لا بد من ذكر التالي :
الفرق بين السنة الشمسية والقمرية
فالسنة الشمسية 365 يوماً و (5) ساعات و(48) دقيقة و (46) ثانية.
والسنة القمرية 354 يوماً و (8) ساعات و (48) دقيقة و(34) ثانية.
10 أيام 21 ساعات... 12 ثانية
فيكون الفرق في السنة الأولى (10) أيام و(21) ساعة و (12) ثانية، والقاعدة الفلكية أن تجبر الساعات بيوم ويضم اليوم إلى العشرة الأيام ليصير الفرق (11) يوماً في كل سنة وهو نقص السنة الهجرية عن السنة الشمسية .
وإذا طرحنا السنة القمرية من السنة الشمسية مع إهمال الكسر من ساعات ودقائق يكون باقي الطرح (أحد عشر يوماً) .
وعند الزراع علم في نقص أيام السنة القمرية عن السنة الشمسية هذا المثل :
يَا غَبِّي مِنَ اَلزَّمَانْ أخِرْ ثَلاَثْ ِوثَمَانْ
غبي : أي من يجهل مواقيت الزراعة ، أخِّر : يقصد تأخير أيام من الشهر القمري (ثلاثة أيام زائد ثمانية أيام) ليكون الحاصل (أحد عشر يوماً) والمعني: إذا كنت تجهل مواعيد الزراعة بالأشهر القمرية فأخِّر أحد عشر يوماً عن موعد بذر الثمار في السنة الماضية وعلى سبيل المثال إذا تم البذر للزرع في (9) صفر سنة 1422 هجرية الموافق (2) مايو 2001 ميلادية ، فبعد مضي هذه السنة يتأخر البذر أحد عشر يوماً من شهر صفر ويكون يوم (20) منه لسنة 1423 هجرية ليكون موافقاً للتاريخ الشمسي (2) مايو سنة 2002 ميلادية هذا ونقص القمرية عن الشمسية ب (11) يوماً كما سبق.
ولو حسبنا سنة أخرى فيكون في آخر السنة الثانية (22) يوماً وإذا أضفنا سنة ثالثة يكون في آخرها (33) يوماً وهو أكثر من شهر وهكذا في جميع السنين، وفترة السنة الهجرية كما سبق جاءت من مجموع (12) دورة أو شهراً للقمر حول الأرض.
أدوار الشهر القمري هي:
1- الشهر القمري الهجري (الحقيقي) :
وهو المبني على سير القمر الحقيقي من اجتماع الشمس والقمر والفترة الزمنية مقدارها (29) يوما و(12) ساعة و(44) دقيقة و(3) ثوان .
2- الشهر القمري الاصطلاحي :
وهو ما اصطلح علماء الفلك الشهور العربية الشهر الأول منه (30) يوماً والشهر الثاني (29) يوماً والابتداء بشهر محرم (30) يوماً وصفر (29) يوماً وهكذا إلى آخر السنة .
3- أما الشهر الشرعي :
فأوله من رؤية الهلال بعد غروب الشمس إلى رؤيته ثانياً ، وهو قد يوافق الشهر الاصطلاحي وقد يخالفه ...
4- الشهر القمري النجمي أو (القراني) :
هي المدة التي ينتقل فيها القمر بدءاً من نجم الثريا ثم يعود مرة أخرى إلى نجم الثريا نفسها ، ومقدارها (27) يوماً و(7) ساعات و(43) دقيقة و(11.5) ثانية ، أو (27) يوماً وثلث اليوم .
وهو المعتبر عند المزارعين بأشهر قرانات القمر للثريا ، لهذا فقد تابعت مواعيد الأشهر القرانية لسنوات لغرض تمكين القياس في ثبات الأشهر بالتاريخ الميلادي فوجدت أن سنة 1410 ه الموافق سنة 1990 م هي السنة التي توافق القياس من ابتداء دورة القمر الصغرى ومدته ثلاثون سنة ، وتنطبق على الأشعار والأمثال في أوقات حساب المزارعين في مواسم السنة الزراعية لمتوسط معدل كل شهر قراني من الزيادة والنقص ، لأنها تختلف من سنة لأخرى ويعود كل شهر قراني إلى مثله بالتاريخ الميلادي كل ثلاث سنوات ، وبعدها يعود القران على سنتين ثم ثلاث ، وقد يكرر ثلاثاً أخرى وهكذا ، وبفاصل من يوم إلى خمسة أيام وقد لا يقع فاصل ، ولا يحيد عن هذا المعدل ، ولو تدور السنون والشهور .
وفكرة حساب قران القمر للثريا في المواسم الزراعية عند المزارعين هي مقارنة القمر الثريا في ليلة فردية من كل شهر قمري ، حتى مقارنتها مرة ثانية لشهر كامل .
إرسال تعليق